الجمهور الذي نسي التشجيع
هدف آخر في مرماه ، هو ماكان ينقص دانيلو ليحكم عليه بالإعدام ، حكم الإعدام من جمهور فريقه .
هو حكم البيرنابيو حين يقسو على أبنائه . هو أمر حزين لكنه صحيح .
سقط ريال مدريد من مسابقة الكأس ليلة أمس أمام السيلتا بسبب سوء حظ دانيلو ربما ، لكن أيضا بعد مباراة سيئة بالذهاب وأخرى طغت عليها الغيابات بالجملة في الإياب : مارسيلو ، كارفاخال ، بيبي ، فاران ، مودريتش ، خاميس وبيل .
زيدان حاول كثيرا حماية لاعبه ( دانيلو ) لاستعادة مستواه ، ربما هذا كان السبب الأكثر منطقية لعدم إشراكه بالبرنابيو أمام ملقا رغم غياب كارفاخال ومارسيلو .
دانيلو يعيش الجحيم حاليا .
حالة دانيلو أظهرت لنا المشكلة الحقيقية للنادي الأبيض ، الجمهور أصبح لا يشبع وسريع النسيان مع أول تعثر للفريق . البعض لم يعد يهتم بأن هذا الفريق فاز ببطولتي أوروبا من آخر 3 بطولات . أنه افتك 3 بطولات قاريه خلال بضعة أشهر مضت ، أنه حقق الرقم القياسي لأعلى سلسلة مباريات بلا هزيمة في تاريخ كرة القدم الإسبانية ب 40 مباراة .. ولا أنه يقود الليجا متصدرا ولا أنه بطل الشتاء .. كل هذا لم يعد يعني شيئا لدى مشجعي البيرنابيو .
هم مشجعين يخادعون أنفسهم بطلب المستحيل ، يرفضون تصديق فكرة أن الخسارة والفوز في كرة القدم هيا احتمالات دائمة والعالم المثالي المتخيل لديهم لا وجود له ، لا يريدون الإقتناع بأن الخطأ في كرة القدم وارد لأنها لعبة بشر بين بشر .
هؤلاء يبررون عدم دعم الفريق بعبارة " التصفير هنا ليس أمرا جديدا ، لقد صفر البيرنابيو على الجميع ، بدءا من دي ستيفانو حتى زيدان ". لكن هم يصفرون على كريستيانو رونالدو بالدقيقة 3 بمجرد أنه أخطأ أول استلام للكرة . لم تشفع له أهدافه ال 383 في 371 .. في الحقيقة ليسوا بمستوى الفريق ، النادي ولا تاريخه .
المزيد من الدعم
بنهاية مباراة ملقا ، المدرب وقائد الفريق صرحا حول هذا الموضوع وطلبا مزيدا من العطف والدعم من جماهيرهم ، الجماهير التي تصفر على الفريق المتصدر .سيرخيو راموس كان واضحا : " في الأوقات الصعبة نحتاج لدعمكم ، لا نريد صافرات ولا أحكام ، لكننا نفهم الجماهير ونحترمهم " . هو أراد احتواءهم وتمرير رسالته بشكل دبلوماسي وكأنه يردد الكلام مرغما مثل موظف المبيعات الذي يرغم على قانون : الزبون دائما على حق .
لأن المدريديين الذين قاموا بالتصفير يوم السبت على مجرد ظهور صورة دانييلو عبر شاشة الملعب لابد أن يفهموا بأنهم ليسوا على حق ، إن دانيلو رغم أخطائه ، رغم تسرعه ، رغم أهدافه في مرماه هو لاعب فريقهم وليست هذه هي الطريقة لإعادة منحه الثقة ، هكذا يضاعفون عليه الضغط ولن يكون إلا أسوء وأسوء في كل مرة يلعب فيها طالما أن كارفاخال مصاب ، لا نقول بأن دانيلو بمستوى كارفاخال لكن هذه التصرفات لا تفيد الفريق بل تقتله أكثر .
ريال مدريد مقبل على مرحلة حاسمة بالموسم هو في مرحلة الشك مضرح بالإصابات ومثقل بالإنتقادات
على جماهيره أن تقرر هل تقف مع فريقها في هذه المرحلة المهمة وتشجعه ..
أم سترمي كل شيء وراء ظهورها وتكون الخصم الأول للفريق ..
الخصم الذي يستحيل هزمه .. يستحيل إرضاؤه .
كاتب المقال / كارلوس كاربيو صحيفة ماركا
ترجمة / شبكة RM4ARAB
تويتر / RM4ARAB
0 التعليقات:
إرسال تعليق